عدد الرسائل : 213 العمل : طالب المزاج : على كيف كيفك تاريخ التسجيل : 16/10/2008
موضوع: اثار الغزوا اليهودى على غـــزة الإثنين يناير 05, 2009 7:16 am
اثار الغزوا اليهودى على غزة
يا حزب الله.. ماذا أنتم فاعلون لنصرة المقاومة؟
بقلم ـ موسى راغب
قطاع غزه الآن يحترق، ومئات الشهداء والجرحى يتساقطون مع كل صاروخ وقنبلة تقصفها الطائرات اليهودية المغيرة على سكانه.. والحصار يحكم قبضته عليهم براً وبحراً وجواً منذ أكثر من 18 شهراً.. فما بقى لديهم من سلاح يدافعون به عن أنفسهم.. ولا بقي لديهم ما يقيهم خطر الموت جوعاً.
الإخوة العرب شعوباً وقبائل وأنظمة.. أداروا وجوههم بعيداً.. حتى لا تقع أعينهم على أشلاء الشهداء الذين تُبث صورهم على الفضائيات والأرضيات. والسيد محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية.. الذي طار قبل وقوع الجريمة في سماء المنطقة ليستنشق أريجها القادم من تل أبيب، وبعد أن ودع "عرَّابه" بوش في واشنطن.. ما زال يطير في سماء المنطقة ليكمل ما أُمِرَ به.. "إلقاء اللوم على المقاومة الفلسطينية، فيما يرتكبه الطيران الحربي اليهودي من مجازر وجرائم حرب ضد الأهل في غزه"!!!.
فهو ما زال يردد: (إن حماس وفصائل المقاومة الأخرى.. هي السبب في قصف العدو لكل صاروخ أو قذيفة تطلق على أهل غزه.. ولو التزمت تلك الفصائل بالتهدئة "ما جرى اللي كان")!!!.
والآن وبعد أن بدأت المؤامرة الكبرى على المقاومة الفلسطينية، نتوجه مباشرة لمحور المقاومة الذي وصفته إسرائيل وأمريكا بالشر في المنطقة.. لنسأل طرفاً واحداً منه وهو حزب الله اللبناني :
ماذا أنت بفاعل الآن؟ هل ستقف في صفوف المتفرجين حتى يأتي العدو على حليفك في فلسطين؟ .. هل تنتظر حتى يقضي على فصائل المقاومة في غزه ثم يأتي إليك لـ "يُثَنِّي" عليك ؟.
يا "حزب الله".. ماذا أنت بفاعل الآن؟ .. نحن لم نفقد الأمل في أن تفعل شيئاً لنجدة أهلنا في غزه.. لقد كبَّرنا وهلَّّلنا نحن العرب.. كل العرب.. لانتصارك في حرب تموز 2006 على لبنان الكبير بأبنائه وطوائفه.. لبنان العربي الذي أيدك وساندك وتوحد معك.. فكان النصر حليفك.. ماذا ستفعل لأهلنا وحلفائك في غزه؟.
المعركة يا حزب الله في بدايتها.. الطيران الحربي اليهودي مازال يقصف.. ودبابته بدأت تأخذ مواضع هجومية على تخوم غزه.. تنتظر الأوامر لتجتاح القطاع.. وتقضي على أفراد المقاومة فرداً فرداً. وهي مصممة على ذلك.. حتى لو اضطرت للبحث عنهم في كلِّ بيتٍ وشِعبٍ، وتحت كل شجرة وحبة رمل.. فماذا أنت فاعل؟.
هل ستتركهم للآلة العسكرية اليهودية تقضي عليهم؟ .. أنت تعلم أن الكيان العبري بات اليوم في مأمن حتى من اللوم على ما يرتكبه من جرائم حرب.. فلا العرب مستعدين للعون إلا بالهذر من الكلم.. ولا العالم قادر على فعل شيء مخافة أن تغضب إسرائيل ربيبة أمريكا.. ولا وجود لأمثال جمال عبد الناصر ونهرو وتيتو في عالم اليوم.. ولا وجود لقوى عالمية تقف أمام طغيان أمريكا وأتباعها من الأشرار.
يا حزب الله.. يا سماحة نصر الله: أنتم تعلمون جيداً أن الجرائم التي يرتكبها العدو في غزه، ليست بدافع الدعاية الانتخابية اليهودية القادمة.. وتعلمون جيداً أن السنتين الماضيتين قضتهما إسرائيل في الإعداد للتخلص منكم أنتم "حزب الله" بالذات.. لأنها تدرك بالتجربة والمنطق وبكل المعطيات الموضوعية.. أنكم الخطر الوحيد الذي يهدد وجودها في المنطقة. وتدركون أيضاً أن القضاء عليكم.. يعني القضاء على ثقافة المقاومة في منطقتنا كلها. وتعلمون علم اليقين أن ما يحدث الآن في غزه لم يكن ليحدث.. لولا توافر ظروف مواتية تعرفونها.
نعلم أن لديكم حساباتكم.. لكن الحسابات لا بد أن تُعدَّل وتُحوَّر وفق المعطيات الطارئة. ولا اعتقد أنكم تختلفون مع أهلنا في غزه حول ما يتعرضون له الآن من إبادة جماعية بكل معنى الكلمة .. فهم يُقتلون الآن بالقصف الصاروخي من الطائرات .. وغداً يتعرضون للاجتياح بالمركبات المدرعة والدبابات .. وبالقصف البحري لو تطلب الأمر ذلك .. المهم في نظر العدو أن يُبادوا.
يا حزب الله .. أنتم المستهدفون اليوم أو غداً .. فهبوا لنجدة إخوانكم. لقد حكمت الظروف على المقاومة في غزه، أن تكون الهدف الأول لحرب ضروس في المنطقة .. خطط لها العدو طيلة أعوام. وهي – في عرفه – حرب مقدَّسة.. يأمل أن تمكنه من الهيمنة الكاملة على المنطقة. فهبوا لنجدة إخوانكم لتفوتوا عليه أحلامه.. مثلما فوَّتُم عليه محاولة القضاء على ثقافة المقاومة في لبنان.